ثمانية عقود من الإبداع مع آشا

تحتفل آشا بوسلي بعيد ميلادها الـ 84 في سبتمبر الجاري، وهي واحدة من أبرز الشخصيات الرائدة على ساحة الترفيه الدولية من خلال مسيرتها الفنية التي تمتد لأكثر من سبعة عقود.

بدءًا من تجارب الطفولة باعتبارها جزءاً من شركة للمسرح العائلي المتنقل وصولاً إلى نجومية بوليوود، لا تزال المطربة آشا بوسلي تأسر الجماهير في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من سبعة عقود؛ أينما برزت مواهبها: وراء الكواليس أو بأفلامها أو في المطبخ.

وقد بدأ تاريخها الحافل بالجوائز عام 1943، حيث سجلت الأغاني المصاحبة للأعمال الفنية لأكثر من 1000 فيلم من أفلام بوليوود. ثم قدمت العديد من الألبومات وغنت أمام الجماهير الغفيرة في جميع أنحاء العالم، كونها المغنية صاحبة أكبر عدد من التسجيلات في تاريخ الموسيقى؛ وذلك وفقًا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية في العالم برصيد يزيد عن 12 ألف أغنية.

تناغم الموسيقى والنكهات

كان والد آشا يملك شركة للمسرح المتجول يعمل بها ثلاثمائة شخص تقريبًا تتكفل بهم الشركة؛ فنشأت معتادة على تناول الطعام في أجواء جماعية مع العديد من الأشخاص.

وتستعيد آشا ذكريات الماضي قائلةً: “كان طعام أفراد المسرح يُعدّ في أوعية وقدور كبيرة وكان الطهاة يتصرفون دائمًا بعنف عند تقطيع الطعام وتحريكه. أذكر أنني كنت أجوب هذه المطابخ وكلي رهبة وفضول”.

لطالما ارتبط الطعام بالموسيقى بالنسبة لآشا، بداية من فضولها كفتاة صغيرة وحتى أوائل عملها؛ حيث تحكي لنا: “أذكر تسجيل أغنيتي الثانية عام 1945. انتهينا من التسجيل في الصباح الباكر وخرجت أنا وزوجي وتمشينا في شوارع مومباي وتناولنا شطائر فادا باف (بطاطس مقلية) مع الشاي الساخن لدى أحد الأكشاك الصغيرة على جانب الطريق.

كانت هذه بداية مسيرتي الفنية حيث كانت الحياة بسيطة ورائعة. كنت عروس حديثة السن وكان زوجي يدعمني، وكنت أشعر أن بإمكاني التغلب على كل مصاعب العالم. ما زلت أذكر مذاق الشاي وشطائر الفادا باف. لقد كان مذاقها أفضل من الكافيار.”

غذاء الروح

تعشق آشا الموسيقى بمختلف أنواعها وتستمع إلى العديد من المطربين، فهي تُعجب “بأي شخص على الإطلاق يستطيع الغناء”، وتذكر من الأصوات المفضلة لديها: فرانك سيناترا، أديل، باربرا سترايسند، الأستاذ غلام علي الباكستاني، فيل كولينز، كيشور كومار، ميريام ماكيبا، رهط فاتح علي، كيشوري أمونكار وشقيقتها لاتا مانجيشكار، وغيرهم.

تقول آشا: “أنا موقنة أن شغف الموسيقى وشغف الطعام أمران متلازمان، فأنا لم أصادف حتى الآن أي فنان ليس ذواقًا للطعام ويحب استكشاف النكهات الجديدة، وحتى لو لم يكونوا يطهون بأنفسهم؛ فهم حتمًا يحاولون الطهي ولديهم تجارب في ابتكار وصفات.”

وهي دائمًا ما تسترجع ذكرياتها الخاصة عند ابتكار طبق جديد لقائمة مطاعم آشا، فتحكي لنا مثلًا: “بعد ظهيرة أحد الأيام، كان زوجي الراحل راهول ديف بورمان يطهو لنفسه شيئًا بالمطبخ، كعادته. وفي هذا اليوم تحديدًا، أراد إعداد روبيان عملاق ليتناوله مع الأرز والدال بالطريقة البنغالية.

“فاقترحت عليه أن يبتكر شيئًا جديد ولا يستخدم طبقة فتات الخبز المعتادة.ففكر في الأمر وتوصل إلى وصفته الخاصة، وهي الآن من الوصفات المفضلة بقائمتنا باسم تشينغري تشاب من إبداع [زوجي]”.

وصفة آشا للنجاح

تؤمن آشا بوجود ترابط وثيق بين براعم التذوق وآذان الإنسان، تقول: “عندما [أبتكر] إحدى الوصفات بإبداع، يشبه الأمر غناء الأغنية المثالية، كما يشبه المزج بين الأطباق المميزة بطريقة مثالية تأليف معزوفة مثالية لحفلة موسيقية”.

تميزت آشا دومًا بشغفها المتواصل الذي هو سر نجاحها، فلديها طاقة من التفاني بحب في كل ما تبدعه. ويظهر هذا الحب في كل أغانيها التي أمتعت بها معجبيها حول العالم، على مدار تاريخ حافل ومع انطلاقها في عالم الطهي وافتتاح أول مطاعمها في دبي 2002، فكما كانت تغني بحب، تطهو الآن بحب، إنها أسطورة في الغناء والطهي أيضًا.

تقول آشا: “يعرف الجميع في بوليوود مدى شغفي بالطهي. فأنا أستمتع بإطعام الناس. نصحني ابني في أحد الأيام باستثمار حبي للطهي في المطاعم ذات الطابع التراثي التي تشبه وصفاتي؛ فكانت نصيحة وراء افتتاح أول مطعم آشا في وافي، بمدينة دبي”.

لم تمض سوى خمسة عشر عامًا فقط على سلسلة المطاعم الهندية آشا، الأولى من نوعها، حتى أصبحت المفضلة على الإطلاق في المنطقة وعلى مستوى العالم، حيث امتدت فروعها الثلاثة عشر في أبوظبي والبحرين والكويت في الخليج وبرمنغهام ومانشستر والمملكة المتحدة.

وتفوح نكهات آشا في أوروبا من قلب أحدث فروعها بمدينة مانشستر الذي عُرف بمساهماته المتميزة في مجال المطاعم بالمملكة المتحدة، وحاز في دليل ميشلان لعام 2017 على لقب المطعم الهندي الأول والوحيد المرموق.

لا تتخيل آشا نفسها دون عمل تستمتع فيه بنجاحات مطاعمها، تقول: “جميع الشيفات في مطاعم آشا مقربون إليّ، ونحن نلتقي معًا كلما أمكن للاستمتاع بالطهي في الهواء الطلق.

“هذه الأوقات هي الأكثر بهجة ومتعة بالنسبة لي، فإلى جانب إبداعاتهم الخاصة في الطهي، يغني كل منهم أغنية ما وجميعهم يؤدون بشكل جيد جدًا!”

RESTAURANTS

world

OUR RESTAURANTS