يوم في العمر: الشيف بوبي ريتناكومار غيثا

كاتب ومُدون مشهور له العديد من المنشورات، وهو المتسابق الذي وصل إلى نهائيات الربع في برنامج ماستر شيف يو كيه، إلى جانب عمله كاستشاري، حيث عمل مع بعض أشهر الطهاة الحائزين لنجمة ميشلان في أوروبا، يختلف عن غيره من الطهاة، فهو ليس كشيف عادي يعمل من الساعة 9 صباحًا إلى 5 عصرًا. قضينا معه يومًا في وظيفته الجديدة كشيف مساعد بمطاعم آشا

الساعة 4:30 صباحًا حيث يرن المنبه الخاص بي بإصرار، لينتشلني من نوم عميق. أنوي دائمًا الاستيقاظ مبكرًا والتحضير ليوم العمل الجديد، إلا أن إغراء الضغط على زر الإغفاءة كبير للغاية، لتصبح الساعة 7:30 صباحًا دون أن أشعر.

ورغم التأخر غير المخطط في الفراش أرغب في النهوض، فمنذ توليت عملي الجديد كشيف مساعد في آشا ورأسي مليء بملايين الخواطر والأفكار باستمرار.

وتُعد رؤية شروق الشمس في أفق المدينة المذهل تغيرًا إيجابيًا عن الحياة في لندن، رغم أن آديتي ابنتي الكبرى التي ذهبت بالفعل إلى المدرسة تقول أن الحياة في دبي تشبه الحياة في فرن.

يبدأ الصباح دومًا ببذل الجهد المتواصل للتوقف قليلًا والتأمل في كل النعم في حياتي والامتنان لوجودها، وترقب يوم جديد رائع بانتظاري.

ثم أعود إلى الواقع وأقضي بعض الوقت في التفاعل مع ابنتي الصغيرة ذات العامين ونصف. أحب هذه اللحظات الثمينة التي أقضيها مع ابنتي، إنها متعة نادرة لمن يعمل كشيف محترف.

ولكن عقارب الساعة تقترب من الثامنة صباحًا والعمل يناديني، فأتفقد رسائل البريد الإلكتروني لترتيب الأمور والرد على أي رسائل من الرؤساء. وهو أيضًا وقت مناسب لقراءة تعليقات الضيوف من مطاعم آشا المختلفة في المنطقة وحول العالم، ومعرفة مدى نجاحنا أمس من ناحية المبيعات.

وتشمل الامتيازات العديدة للانضمام إلى فريق آشا هي فرصة العمل مع أشخاص موهوبين بشكل مذهل مثل الشيف نافين الذي يمثل العلامة التجارية. فأنا أعتبره مشرفًا رائعًا، سأرسل إليه رسالة بريد إلكتروني سريعة حول بعض الأفكار لمناقشتها في وقت لاحق. ينطوي الانضمام إلى مسيرة النجاح حول العالم لمطاعم آشا على العديد من المسؤوليات، ولكني اندمجت على الفور وأشعر بالفخر لكوني جزءًا من هذا المستقبل الباهر.

أعتمد في عملي كشيف بشكل كبير على الاطلاع على أحدث الاتجاهات الدولية والتطورات الجديدة في عالم الطهي، بالإضافة إلى معرفة أخبار بعض الطهاة الدوليين ممن أهتم بمتابعتهم، لذا ألقي نظرة سريعة على الموجز في حساباتي على تويتر وانستغرام لأستمد جرعتي اليومية من الإلهام.

الساعة 8:30 صباحًا وقد حان وقت الانطلاق للعمل، حرفيًا، فأنا إما أذهب إلى صالة التدريبات الرياضية أو أمارس السباحة أو الركض السريع، مما يمنحني طاقة بدنية ووقت إضافي لاستعراض مسؤوليات اليوم في ذهني أثناء ممارسة الرياضة.

ولكوني حديث العهد بدبي نوعًا ما، أستقل سيارة أجرة إلى مطعم آشا مما يتيح لي الاستمتاع بمنظر الأفق الخلاب في طريقي إلى العمل. أفتقد لندن ورحلتي اليومية في مشاهدة الناس في قطار الأنفاق، ولكن اختلاف المدن يفتح آفاقًا جديدة ورحلتي اليومية إلى العمل الآن قد تتضمن رحلة بالطائرة إلى أحد مطاعمنا في الكويت أو البحرين أو مانشستر.

أول مهامي اليومية عندما أصل إلى مطعم آشا بمول وافي هي تفقد كل صغيرة وكبيرة بالمطبخ للاطمئنان على المخزون ومعرفة إذا كانت هناك مشكلات تحتاج إلى الحل قبل أن نبدأ اجتماعنا الصباحي القصير في تمام 9.30 صباحًا.

أحب التقنية وعندما لا أعمل، أكون عادةً نشيطًا على الإنترنت؛ لذا أقضي بعض اللحظات القليلة في كتابة رسائل تحية صباحية إلى الشيف الرئيسي وفريق الشيف الثاني لدينا في مجموعتنا الخاصة على الواتس آب. وبالطبع، بمجرد وصول الجميع أفعل الشيء نفسه وأحييهم وجهًا لوجه، مع مصافحة إضافية.

تستغرق أهم تفاصيل اجتماعنا الصباحي القصير بعض الوقت، حيث نتفقد حجوزاتنا لليوم وإذا كنا سنستضيف شخصيات مهمة أو مشهورة على الغداء أو العشاء ونخطط لاختبار الأطعمة وتذوقها، وهي إحدى مهام عملي المفضلة لدي!.

حان وقت الظهر والعمل بالمطبخ على قدم وساق. ومهمتي اليوم هي الوقوف في الممر لتذوق الأطباق قبل تقديمها والتأكد من إعدادها وتقديمها وفقًا للمعايير المتعددة الخاصة بآشا.

لست شخصية الشيف الذي يصرخ في فريقه، أريدهم أن يستمتعوا بتقديم خدماتهم مع تطبيق المعايير بصرامة. يحتاج العمل بالمطبخ إلى جو من البهجة والاستمتاع، فساعات العمل طويلة جدًا وزملاؤك في العمل يصبحون جزءًا من عائلتك.

نسيت أن أتناول وجبة الغداء…مرة أخرى. وإذا حدث وتذكرت تناولها، وهو أمر نادر، أغتنم الفرصة لأتناول الطعام مع الفريق وأطهو معهم؛ فنحن نحتاج إلى تناول طعام جيد كالذي نقدمه.

من الساعة 3:30 إلى 6 مساءً: أحب أوقات بعد الظهر، فهي الوقت الذي أهتم فيه بابتكار ما هو جديد؛ أدرس أفكارًا تطويرية ووصفات جديدة. واليوم لدي اجتماع عبر الهاتف مع فريقنا بفرع مانشستر لاستعراض المستجدات بشكل عام، ثم الإشراف على جلسة تصوير فوتوغرافي مع إحدى المجلات المحلية. إن التقاط ثلاثة صور فقط يتطلب الكثير من الجهد والعناية بالتفاصيل الدقيقة، ولكن أطباقنا تبدو مذهلة في النهاية.

بعد 6 مساءً وحتى وقت متأخر، تسود أجواء التأهب والحركة أثناء تقديم وجبة العشاء. المطعم اليوم محجوز بالكامل ولا أكاد ألتقط أنفاسي، ولكن سعادة الضيوف ورضاهم يسعد الطهاة وتعم البهجة أجواء العمل بالمطبخ.

الساعة 10 مساءً أتناول شيئًا سريعًا، عادةً ما يكون خبز ميسي روتي وقطعة صغيرة من نوع من البروتين المطهي في فرن التندور. أحاول أن أتناول طعامًا صحيًا فلدي دهون بسيطة في منطقة البطن، وهو أمر سيء بالنسبة لي. فأنا أتمنى الحصول على مجموعة سداسية من عضلات البطن الرياضية، وحتى لو حصلت على عضلتين فقط فسأكون سعيدًا!

أشكر الفريق على مجهوده وأختتم اليوم ثم أذهب إلى المنزل الساعة 11 مساءً لأجد أفراد عائلتي قد ناموا بالفعل. أتهيأ للراحة ولكني لم أنته بعد من العمل، أقضي بضعة ساعات في تفقد رسائل البريد الإلكتروني وتخطيط أي مهام ذات أولوية.

الساعة 1 صباحًا حيث يحين موعد النوم أخيرًا. غدًا سيكون يومًا رائعًا أيضًا…فهذا هو الحال عندما يحب المرء ما يعمل، والعمل في مطاعم آشا بمثابة حلم جميل.

RESTAURANTS

world

OUR RESTAURANTS